بداية الحكاية
بطولة الشقب لقفز الحواجز ليست مجرد منافسة رياضية، بل ساحة مليئة بالشغف والإثارة، حيث يلتقي الفارس بخيله ليخوض رحلة غنية بالدروس والتجارب.
يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 كان يومًا مميزًا بالنسبة لي كفارس قطري، إذ خضت تجربتين مختلفتين مع الفرس كريستينا القادمة من ميادين الشقب، والحصان مرزوق الجنوب الذي يحمل لي مكانة خاصة.
كريستينا في 80 سم: التعلّم من التفاصيل
دخلت مع كريستينا جولة الـ80 سم بثقة، لكن ضغط الأجواء جعلني أفقد مسار الكورس للحظات، فاستغرق الأمر بعض الوقت حتى أجد الحاجز التالي.
ورغم ذلك، كانت التجربة مليئة بالفائدة، فقد:
تعلمت أن التركيز الذهني لا يقل أهمية عن التدريب البدني.
تأكدت أن كريستينا تملك طاقة وحضورًا قويين، يجعلها فرسًا يمكن الاعتماد عليها في المنافسات القادمة.
مرزوق في 80 سم: طاقة تحتاج إلى انضباط
الجولة مع مرزوق على ارتفاع 80 سم كانت مليئة بالحماس. اندفع مرزوق بقوة كبيرة، ومع هذا الاندفاع فقدت التوازن بعد الحاجز السابع، واضطررت إلى التوقف.
ورغم عدم إكمال الجولة، فقد كانت درسًا عمليًا مهمًا في:
كيفية السيطرة على طاقة الخيل وتوجيهها بالشكل الصحيح.
أهمية الثبات والتركيز في الميدان مهما كانت درجة حماس الحصان.
مرزوق في 60 سم: الأداء المتكامل
بعد أن هدأ مرزوق أكثر، خضنا جولة الـ60 سم بتوازن وانسجام واضحين.
النتيجة كانت جولة نظيفة بزمن 45.05 ثانية، بفارق جزء بسيط عن الزمن الأمثل البالغ 45 ثانية.
كانت لحظة فخر أكدت لي أن:
مرزوق يمتلك إمكانيات عالية تجعله حصانًا واعدًا في قفز الحواجز.
الثقة والتفاهم بين الفارس وخيله هما الأساس الحقيقي للنجاح.
ما بين التحدي والإنجاز
مع كريستينا تعلمت أن التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق الكبير.
مع مرزوق أدركت أن الطاقة تحتاج إلى قيادة حكيمة لتتحول إلى إنجاز.
ومع البطولة ككل، ازداد يقيني أن كل جولة، حتى وإن لم تكتمل، هي خطوة جديدة في مسيرة الفروسية.
الخاتمة: القادم أجمل
مشاركتي في بطولة الشقب هذا العام لم تكن مجرد أرقام أو نتائج، بل كانت رحلة وذكريات سأبني عليها خطواتي القادمة.
مع كريستينا ومرزوق، تعلمت أكثر عن نفسي كفارس، وعن قوة الخيل حين يمتزج الشغف بالثقة.
القادم بإذن الله يحمل تحديات أكبر وطموحًا متجددًا لرفع اسم الفروسية القطرية عاليًا.